اليوم سيكتب التاريخ في صفحاته حدثاً هاماً في حياة الفلسطينيين، حيث توصل المتخاصمون إلى مصالحة بعد انشقاق دام أربع سنوات، وصل بهم إلى طريق مسدود، وأحداث يتمنى كل فلسطيني أن ينساها على مر السنين.
فالعاصمة المصرية القاهرة شهدث توقيع مصالحة فلسطينية قد تسهم في إنقاذ القضية الفلسطينية التي لا يختلف أحد على تراجعها منذ حالة الانقسام التي أَرهقت الفلسطينيين بالضفة المحتلة وقطاع غزة.
كما لا يمكن تجاهل أن الانقسام الفلسطيني ساهم في تراجع العديد من القضايا الفلسطينية الهامة، كالأقصى والقدس واللاجئين والأسرى والإعمار والبطالة، والعديد من القضايا الجوهرية في القضية الفلسطينية.
"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" اطلعت على آراء المحللين للوقوف على إمكانية أن تنقذ المصالحة اليوم ما تبقى من القضية الفلسطينية.
الدكتور سميح شبيب الكاتب والمحلل السياسي، يرى أن ماحدث من اتفاق فلسطيني هو يوم تاريخي في حياة الفلسطينيين حيث تخلصوا من انشقاق تحكم بهم أربع سنوات، كان الرابح الأكبر فيها هو إسرائيل.
وأضاف، أن هذا الانشقاق أضعف الممكنات الفلسطينية، وخلق الذرائع الصهيونية، ولكن الاتفاق أسقط هذه الذرائع، ولم تعد موجودة لدى إسرائيل، وأصبح الفلسطينيون يشكلون أداة سياسية واحدة لمقاومة برامج سياسية "إسرائيلية"، وعادوا ككيان واحد تجاه التحرك الدولي لإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران والذهاب للجمعية العمومية ومجلس الأمن.
وبين الدكتور شبيب، أن الشعب الفلسطينية أمام معارك سياسية ضخمة وملفات داخلية هامة، كتحقيق الوحدة الوطنية، وفتح معبر رفح، فضلاً عن انجازات متعددة على الصعيدين الداخلي والخارجي الأمر الذي سيُمكن من انتشال القضية الفلسطينية.
أما المحلل السياسي حسن عبده، فرأى أن المصالحة الفلسطينية قطعت الطريق على مشروع صهيوني كبير من خلال مشروع إقليمي لتصفية القضية الفلسطينية على حساب العرب مصر والأردن، وهذا ما يفسر حالة الذعر في القيادة الصهيونية والإرباك لدى الإعلان عن المصالحة، حيث أن هذا المشروع قطع عليهم الطريق.
ومضى يقول:"إن الشعب الفلسطيني أنهى اليوم الانقسام وطوى صفحته السوداء، من بينه الانقسام الإعلامي والسياسي والذي يُعد أهم من الانقسام الأوروبي والاجتماعي رغم أهميته، وقد أصبح شعبنا موحداً، وسيدخل مرحلة انتقالية سيكون فيها إصلاح سياسي وديمقراطي، تحكم الإرادة الشعبية وتعمل على بلورة نظام سياسي جديد خلال عام.
الشعب الفلسطيني غداً اليوم متفقاً على المصالحة الوطنية، فهل سينفذ هذا الاتفاق للوصول إلى القضية الفلسطينية إلى وهجها الحقيقي، لإعادة الاعتبار للقدس والأسرى واللاجئين؟