الحياة من جديد في مخيم بلاطة وفي حارة يافا تحديداً على التخوم الشرقية الشمالية للمخيم, فيما عشرات الشبان منهمكين في دهان الجدران والتزيين استعداداً لاستقبال النائب السابق والأسير القائد حسام خضر المتوقع الافراج عنه خلال الايام المقبلة.
وتم طلاء كافة جدران الحارة باللون الأبيض تمهيداً لقيام خطاط معروف بخط عبارات التهنئة بالإفراج عن خضر في إطار مجموعة المائتين التي قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إطلاق سراحهم كمبادرة تجاه الرئيس محمود عباس. وينظر سكان مخيم بلاطة- اكبر مخيمات الضفة الغربية- الى النائب السابق حسام خضر كصوت جريء مدافع عن قضايا اللاجئين وتبنّي مشاكلهم الأمر الذي حولّه الى ممثل اللاجئين بامتياز في الداخل والشتات. وترك خبر اشتمال اسم حسام خضر في قائمة المنوي الإفراج عنهم مشاعر من البهجة والسرور في أعين وأفئدة أهالي المخيم على اختلاف شرائحهم بما فيهم الاطفال. وتقول "إم محمود" وهي مسنة تقطن بقرب منزل خضر "إن خبر النية بإطلاق سراح حسام ذكّرها بيوم اعتقاله الذي كان يوما لا تنساه في تاريخ حياتها وفاق ألماً أيام النكبة والنكسة من هول إجراءات جنود الاحتلال". وكان خضر قد اعتقل على يد قوات الاحتلال الاسرائيلي من منزله في مخيم بلاطة بتاريخ 17/3/2003 وصدر حكم بسجنه نحو سبع سنوات. ويقول فايز عرفات من نشطاء مخيم بلاطة "إن فعاليات المخيم تعكف على التحضير لاستقبال المحرر خضر بما يليق بشخصية مرموقة مثله", منوها الى أن سرادق ومعرشات جهزت لاستقبال المحتفلين. وأكدت لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين في بيان لها "إن الإفراج عن الاسرى ليس منة أو هدية من الاحتلال، بل هو حصيلة ونتيجة للنضال الوطني الذي يضع قضية الأسرى كأولوية وطنية". واوضح البيان "إن تحرير النائب خضر من القيد سيشكل رافعة حقيقية للنضال في مجال حقوق اللاجئين الفلسطينيين كونه رئيس لجنة الدفاع ومؤسس أول لجنة تختص باللاجئين على المستوى الجماهيري". من جانبه اعتبر تيسير نصر الله عضو لجنة اللاجئين في المجلس الوطني الفلسطيني أن حسام خضر يعد رمزاً للثوابت الفلسطينية والمواقف الحاسمة سواء خارج السجن أو داخله ولذلك يلتف حوله آلاف المواطنين كونه الملاذ الوحيد لقضاياهم العادلة سواء السياسية أو النقابية والمجتمعية. ويضيف أن وجود خضر بين أبناء شعبه سيكون له أثر ايجابي على الوضع السياسي لما يحظى به من احترام وتقدير كافة الأطياف السياسية. وفي منزل خضر الكل يستعد لهذا الحدث السعيد الوالدة التي نالت قسطاً من العذاب على مدار اكثر من ثلاثة عقود والابناء والأشقاء فالكل بانتظار هذا الحدث السعيد لصوت اشتاقوا اليه طالما كان بجانبهم في اوقاق الضيق والعوز. وفي ميدان الشهداء وسط نابلس ما تزال بوسترات حسام خضر تملأ جنبات المكان "كونه الصوت الحاضر في كل المناسبات سواء في ذكرى يوم الأسير او إحياء النكبة لأنه مؤسس لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين".