في ظل كل ما يحدث في قطاع غزة من خمسة سنوات وحتى اللحظة، وفي ظل هذا التسارع في الأحداث والذي يذهبُ بالسياسيين والمُحلّلين والمُفكّرين والمثقّفين إلى زوايا مُعقّدة بالنسبة للمواطن العادي جدًا في هذه المدينة، نراهُ يبتعدُ عن الدخول في هكذا مهاترات (على حد وصفه) ويختلق أساليب حياة جديدة، لم تمر عليه من قبل، فقد مرّ القطاع بعدّة مفترقات حياة في النصف عقد الأخير، مرّة تراهُ يستخدم زيت القلي في ظل انقطاع المحروقات عن غزة، ومرّةً يبني بيته بالطوب والطين في ظل انقطاع مواد البناء، ومرةً أخرى يزرعُ السمك في أحواض صغيرة في بيته مع توفير الظروف الملائمة لذلك في ظل منعه من الصيد في البحر، وأخيرًا وُجد (التوك توك)، وهو مُصطلح شعبي يُطلق على مركبات الشحن الصغيرة التي تقودها دراجة نارية، والذي عرفه أهل قطاع غزة لأوّل مرة في أواخر العام 2008، بعدَ اقتحام الفلسطينيين في غزّة للحدود البريّة مع مصر، مُتّجهين إلى مدينة العريش للتزوّد بالحاجيات الأساسية في عزّ أزمة حصار غزة الخانق وقتها، في البداية استخدمه التُجّار لنقل بضائعهم من مدينة العريش في جمهورية مصر، حتى مدينة رفح في قطاع غزة، وفيما بعد، استخدموه لأغراض النقل بين مدن القطاع، ثمّ لوحظ انتشاره بينَ الباعة المتجوّلين كوسيلة لعرض ما يبيعونَ في الأسواق، وفي نهاية الأمر، أيّ في هذا الوقت، أصبحت العائلات تستخدمه كوسيلة مواصلات جديدة عِوضًا عن السيّارات والتاكسيات التي لا يستطيعونَ دفع أجرة لها...
أثناء تجوّلنا في شوارع غزة، أوقفنا تُكتك يقلّ عائلة مُكوّنة من الزوجة وثلاثة أبناء ويقودهم الأب والذي عرّف نفسه لنا على أنه (أبو ماجد)، وسألناه عن استخدامه للتوك توك ولماذا؟ فقال لنا: "التوك توك لم يُكلفني الكثير، وهو يوفّر عليّ الكثير من أجرة الطريق في حال أردتُ التنقل، سواء وحدي أو مع العائلة، إضافة إلى أنّ حجمه الصغير وخفّته تجعلكَ تتحرك به بسهولة ويُسر".
الشاب مُعتز عنتر (18 عام) يمتلكُ تُكتكًا من وقتٍ قصير ويتجوّلُ فيه بشكلٍ مُستمر ويستخدمه لأغراض التجارة والنقل العام، وقد قامَ بتسميته لغرضِ النقل العام، ووضعَ عنوانه عليه، يقول معتز: "من سنتين وأنا أحلم بامتلاك هذا التوك توك، وقد اشتريته بسعرٍ جيّد بعد أن استدنتُ سعره، ومن خلال العمل عليه سأقومُ بسدّ الدين المُستحق لأصحابه، ومن خلال هذا الشيء أقومُ بأعمال تجارة، مثلَ توزيع بضائع على محال البيع سواء ملابس أو حاجيات أو حتى طحين وسُكّر، وتستطيع من خلال حلاوة لسانك وعلاقاتك وهذا الشيء أن تُؤسس شركتك الخاصة الصغيرة، التي تجني لكَ النقود وتحقق لكَ ما تريد" .
عندَ ملاحظتنا لكثرة استخدام هذه الوسيلة في المواصلات، توجّهنا إلى شرطة المرور للسؤال عن حوادث السير التي تتعلّق بهذه الوسيلة من الواصلات، وفوجئنا من الحوادث التي جرت خلال الشهرين المنصرمين، بل إن حوادث السير التي تتسبب بها الدراجات النارية والتي اعتاد عليها سكّان القطاع، لكثرتها ولتهوّر من يقودونها، كانت لا تزيد عن عدد حوادث السير التي تسبب بها التوك توك إلّا بقليل، ويرجعُ ذلك على حد قول (أبو رجائي) مُدرّب قيادة في مدرسة لتعليم قيادة المركبات إلى أنّ هذا النوع من الوسائل يتعطّل كثيرًا أثناء سيره في الطرقات العامة والسريعة، إضافة إلى تهوّر من يقودونه واعتمادهم على خفّته في الحركة وسرعته في تجاوز الازدحام المروري عند مفترقات الطرق، لكن هذه الوسيلة والتي تسير على ثلاث عجلات، لا تقوم بالالتفاف كباقي السيارات العادية أو حتى الدراجات النارية، لأنها على ثلاث عجلات، ويضيف (أبو رجائي): السائق أحيانًا يقوم بشكل ير مقصود بزيادة الوزن فوق التوك توك، مما يؤدي إلى انقلابه عند الالتفاف.
ومن جانبٍ آخر يقول (علي النادي) نائب مدير شرطة المرور في الحكومة المقالة بغزة، بأنّ بعض سائقي التوك توك يستغلونَ رغبة الأطفال في الصعود على متن التوك توك، وفي بعض الأحيان وأثناء سيره قد يقعُ طفل من على ظهره، أو مع عددٍ كبير، قد يتعرّض لحادث انقلاب أثناء التفافه، وعند سؤالنا عن العدد النهائي لعربات التوك توك في قطاع غزة، أجابنا بأنهم لم ينتهوا بعد من إجراءات الترخيص للمواطنين الذين يمتلكون العربات في غزة، ودعا النادي كل من يمتلكونَ عربات التوك توك، أن يتقدّموا لترخيصها، ولضبط عدّاد السرعة فيها على أن لا تزيد عن 80 كيلومتر في الساعة، تجنّبًا لحوادث الطرق، ويُمنع على سائقيهم أن يقلّوا أشخاصًا عليه، ويقتصر استخدامه على نقل البضائع والأحمال التي لا يزيد وزنها المسموح به عن (600 كيلو غرام).
يبقى التوك توك وسيلة المواصلات الجديدة أفضل وأرقى من العربات التي يجرّها الحمير والتي بدأ يُلاحظ اختفائها في غزة في السنوات الأخيرة، و تشجّع وزارة النقل والمواصلات المُقالة في غزة على هذه الظاهرة بشكلٍ أو بآخر..
في ظل كل ما يحدث في قطاع غزة من خمسة سنوات وحتى اللحظة، وفي ظل هذا التسارع في الأحداث والذي يذهبُ بالسياسيين والمُحلّلين والمُفكّرين والمثقّفين إلى زوايا مُعقّدة بالنسبة للمواطن العادي جدًا في هذه المدينة، نراهُ يبتعدُ عن الدخول في هكذا مهاترات (على حد وصفه) ويختلق أساليب حياة جديدة، لم تمر عليه من قبل، فقد مرّ القطاع بعدّة مفترقات حياة في النصف عقد الأخير، مرّة تراهُ يستخدم زيت القلي في ظل انقطاع المحروقات عن غزة، ومرّةً يبني بيته بالطوب والطين في ظل انقطاع مواد البناء، ومرةً أخرى يزرعُ السمك في أحواض صغيرة في بيته مع توفير الظروف الملائمة لذلك في ظل منعه من الصيد في البحر، وأخيرًا وُجد (التوك توك)، وهو مُصطلح شعبي يُطلق على مركبات الشحن الصغيرة التي تقودها دراجة نارية، والذي عرفه أهل قطاع غزة لأوّل مرة في أواخر العام 2008، بعدَ اقتحام الفلسطينيين في غزّة للحدود البريّة مع مصر، مُتّجهين إلى مدينة العريش للتزوّد بالحاجيات الأساسية في عزّ أزمة حصار غزة الخانق وقتها، في البداية استخدمه التُجّار لنقل بضائعهم من مدينة العريش في جمهورية مصر، حتى مدينة رفح في قطاع غزة، وفيما بعد، استخدموه لأغراض النقل بين مدن القطاع، ثمّ لوحظ انتشاره بينَ الباعة المتجوّلين كوسيلة لعرض ما يبيعونَ في الأسواق، وفي نهاية الأمر، أيّ في هذا الوقت، أصبحت العائلات تستخدمه كوسيلة مواصلات جديدة عِوضًا عن السيّارات والتاكسيات التي لا يستطيعونَ دفع أجرة لها...
أثناء تجوّلنا في شوارع غزة، أوقفنا تُكتك يقلّ عائلة مُكوّنة من الزوجة وثلاثة أبناء ويقودهم الأب والذي عرّف نفسه لنا على أنه (أبو ماجد)، وسألناه عن استخدامه للتوك توك ولماذا؟ فقال لنا: "التوك توك لم يُكلفني الكثير، وهو يوفّر عليّ الكثير من أجرة الطريق في حال أردتُ التنقل، سواء وحدي أو مع العائلة، إضافة إلى أنّ حجمه الصغير وخفّته تجعلكَ تتحرك به بسهولة ويُسر".
الشاب مُعتز عنتر (18 عام) يمتلكُ تُكتكًا من وقتٍ قصير ويتجوّلُ فيه بشكلٍ مُستمر ويستخدمه لأغراض التجارة والنقل العام، وقد قامَ بتسميته لغرضِ النقل العام، ووضعَ عنوانه عليه، يقول معتز: "من سنتين وأنا أحلم بامتلاك هذا التوك توك، وقد اشتريته بسعرٍ جيّد بعد أن استدنتُ سعره، ومن خلال العمل عليه سأقومُ بسدّ الدين المُستحق لأصحابه، ومن خلال هذا الشيء أقومُ بأعمال تجارة، مثلَ توزيع بضائع على محال البيع سواء ملابس أو حاجيات أو حتى طحين وسُكّر، وتستطيع من خلال حلاوة لسانك وعلاقاتك وهذا الشيء أن تُؤسس شركتك الخاصة الصغيرة، التي تجني لكَ النقود وتحقق لكَ ما تريد" .
عندَ ملاحظتنا لكثرة استخدام هذه الوسيلة في المواصلات، توجّهنا إلى شرطة المرور للسؤال عن حوادث السير التي تتعلّق بهذه الوسيلة من الواصلات، وفوجئنا من الحوادث التي جرت خلال الشهرين المنصرمين، بل إن حوادث السير التي تتسبب بها الدراجات النارية والتي اعتاد عليها سكّان القطاع، لكثرتها ولتهوّر من يقودونها، كانت لا تزيد عن عدد حوادث السير التي تسبب بها التوك توك إلّا بقليل، ويرجعُ ذلك على حد قول (أبو رجائي) مُدرّب قيادة في مدرسة لتعليم قيادة المركبات إلى أنّ هذا النوع من الوسائل يتعطّل كثيرًا أثناء سيره في الطرقات العامة والسريعة، إضافة إلى تهوّر من يقودونه واعتمادهم على خفّته في الحركة وسرعته في تجاوز الازدحام المروري عند مفترقات الطرق، لكن هذه الوسيلة والتي تسير على ثلاث عجلات، لا تقوم بالالتفاف كباقي السيارات العادية أو حتى الدراجات النارية، لأنها على ثلاث عجلات، ويضيف (أبو رجائي): السائق أحيانًا يقوم بشكل ير مقصود بزيادة الوزن فوق التوك توك، مما يؤدي إلى انقلابه عند الالتفاف.
ومن جانبٍ آخر يقول (علي النادي) نائب مدير شرطة المرور في الحكومة المقالة بغزة، بأنّ بعض سائقي التوك توك يستغلونَ رغبة الأطفال في الصعود على متن التوك توك، وفي بعض الأحيان وأثناء سيره قد يقعُ طفل من على ظهره، أو مع عددٍ كبير، قد يتعرّض لحادث انقلاب أثناء التفافه، وعند سؤالنا عن العدد النهائي لعربات التوك توك في قطاع غزة، أجابنا بأنهم لم ينتهوا بعد من إجراءات الترخيص للمواطنين الذين يمتلكون العربات في غزة، ودعا النادي كل من يمتلكونَ عربات التوك توك، أن يتقدّموا لترخيصها، ولضبط عدّاد السرعة فيها على أن لا تزيد عن 80 كيلومتر في الساعة، تجنّبًا لحوادث الطرق، ويُمنع على سائقيهم أن يقلّوا أشخاصًا عليه، ويقتصر استخدامه على نقل البضائع والأحمال التي لا يزيد وزنها المسموح به عن (600 كيلو غرام).
يبقى التوك توك وسيلة المواصلات الجديدة أفضل وأرقى من العربات التي يجرّها الحمير والتي بدأ يُلاحظ اختفائها في غزة في السنوات الأخيرة، و تشجّع وزارة النقل والمواصلات المُقالة في غزة على هذه الظاهرة بشكلٍ أو بآخر..