كشف النقاب عن فضيحة جديدة في مكتب رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، تتعلق بتسريب معلومات سرية عن العلاقات مع روسيا. وقد قدمت شكوى إلى الشرطة، أمس، تطالب بمعاقبة نتنياهو لأنه حاول التستر على هذه الفضيحة، لأن المتهم فيها عوزي أراد، رئيس مجلس الأمن القومي السابق وكبير المستشارين السياسيين، هو صديق شخصي له.
وتعود هذه القضية إلى انفجار المشكلات والصراعات الشخصية في مكتب نتنياهو طيلة السنة الماضية، والتي أدت إلى استقالة الكثير من كبار المسؤولين فيه.
وقد أجمعت وسائل الإعلام على أن أراد هو سبب هذه المشكلات، كونه فظا يفرض رأيه بالقوة ودائم الصراع في التعامل مع زملائه. وتفاقمت هذه الأزمة عندما بدأت تتسرب معلومات وأسرار من مكتب نتنياهو إلى الصحف بوتائر عالية جدا. وحاول أراد أن يحارب هذه الظاهرة بواسطة استخدام جهاز كشف الكذب مع جميع المسؤولين الكبار في المكتب.
وفي الصيف الأخير، تسرب مضمون محادثة أجراها نتنياهو مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، والرئيس ديمتري ميدفيديف، وطلب فيها أن تمتنع روسيا عن تزويد إيران وسوريا بصواريخها الحديثة من طراز «إس - 300». وقد احتج الروس يومها على هذا التسريب، ووبخوا نتنياهو عليه، متسائلين «ألا توجد سياسة جدية في "إسرائيل"؟»، فغضب يومها نتنياهو على مساعديه وراح يصرخ في وجوههم. فأقدم عوزي أراد على تلك الخطوة التقليدية بآلة فحص الكذب لجميع المسؤولين. وقد تبين أن الجميع صادقون بنفيهم المسؤولية عن هذا التسريب.
لكن رئيس الشاباك (جهاز المخابرات العامة)، يوفال ديسكين، قرر إجراء تحقيق في جهازه. فاكتشف أن أراد نفسه، الذي يتظاهر بأنه يحارب التسريب، هو الذي سرب مضمون المحادثات بين نتنياهو والمسؤولين الروس.
وعندئذ توجه ديسكين بطلب رسمي من نتنياهو أن يقيل أراد من منصبيه، كرئيس لمجلس الأمن القومي وكمستشاره الكبير. وحاول نتنياهو التملص من المطلب فأقدم ديسكين على استغلال صلاحياته وقرر تخفيض درجة «الأمان الأمني»، بحيث يصبح محظورا على أراد التعرف على الأسرار السياسية والأمنية الدقيقة. وعندها اضطر أراد إلى الاستقالة