أطعمت للريح أبياتي و زخرفها
أن لم تكن كسيوف النار..قافيتي
آمنت بالحرف اما ميتاً عدماً
أو ناصباً لعدوي حبل مشنقة
آمنت بالحرف ناراً .. لا يضير اذا
كنت الرماد أنا .. أو كان طاغيتي !
فان سقطت .. و كفي رافع علمي
سيكتب الناس فوق القبر :
( لم يمت)
........................................ ...
من : " نشيد ما "
و أنا على أسوارك السوداء ساهد
عطش الرمال أنا .. و أعصاب المواقد !
من يوصد الأبواب دوني ؟
أي طاغية و مارد !!
سأحب شهدك ..
رغم ان الشهد يسكب في كؤوس الآخرين
يا نحلة..
ما قبلت الا شفاه الياسمين !
........................................ ............
من : " رباعيات "
شهوة السكين لن يفهمها عطر الزنابق
و حبيبي لا ينام..
سأغني ، وليكن منبر أشعاري مشانق
و على الناس سلام ..
........................................ ................
من : " قصيدة الأرض "
بلادي البعيدة عني .. كقلبي !
بلادي القريبة مني .. كسجني !
لماذا أغني
مكاناً ، ووجهي مكان ؟
لطفل ينام على الزعفران
وفي طرف النوم خنجر
و أمي تناولني
صدرها
و تموت أمامي
بنسمة عنبر ؟
............................
من : " نشيد "
لأجمل ضفة أمشي
فاما يهترئ نعلي
أضع رمشي
نعم رمشي
نعم رمشي
ولا أقف
ولا أهفو الى نوم و أرتجف
لأن سرير من ناموا
بمنتصف الطريق
كخشبة النعش
تعالوا يا رفاق القيد و الأحزان
كي تمشي
لأجمل ضفة نمشي
فلن نقهر
ولن نخسر
سوى النعش
سننصب من محاجرنا
مراصد تكشف الأبعد و الأعمق و الأروع
فلا نقشع
سوى الفجر
ولا نسمع
سوى النصر
فكل تمرد في الأرض
يزلزلنا
وكل جميلة في الأرض
تقبلنا
وكل حديقة في الأرض
فآكل حبة منها
وكل قصيدة في الأرض
اذا رقصت نخاصرها
وكل يتيمة في الأرض
اذا نادت نناصرها
..................................
من : " آخر الليل "
وطني
يعلمني حديدي و سلاسلي
عنف النسور
ورقة المتفائل
ما كنت أعرف ان تحت جلودنا
ميلاد عاصفة
وعرس جداول
سدوا علي النور في زنزانة
فتوهجت في القلب
وشمس مشاعل
كتبوا على الجدران رقم بطاقتي
فمحت ملامحها ظلال جداول
وحفرت بأسنان رسمك دامياً
و كتبت أغنية الظلام الراحل
أغمدت في لحم الظلام هزيمتي
وغرزت في شعر الضياء أناملي
والفاتحون على سطوح منازلي
لم يفتحوا الا توهج جبهتي
لن يسمعوا الا صرير سلاسلي
فاذا أحترقت على صليب عبادتي
أصبحت قديساً..
بزي مقاتل ..
........................................ ..
من : " يوميات جرح فلسطيني "
آه يا جرحي المكابر
وطني ليس حقيبة ..
و انا لست مسافر
اني عاشق و الأرض حبيبة !
لم نكن قبل حزيران كأفراخ الحمام..
ولذا ، لم يتفتت حبنا بين السلاسل
نحن يا أختاه ، من عشرين عام
نحن لا نكتب أشعاراً ..
ولكنا نقاتل ..
....................................
من : " مزامير "
يوم كانت كلماتي
تربةً ..
كنت صديقاً للسنابل
يوم كانت كلماتي
غضباً ..
كنت صديقاً للسلاسل
يوم كانت كلماتي
حجراً ..
كنت صديقاً للجداول
يوم كانت كلماتي
ثورة ..
كنت صديقاً للزلازل
يوم كانت كلماتي
حنظلاً ..
كنت صديق المتفائل
حين صارت كلماتي
عسلاً ..
غطى الذباب
شفتي .. !
...........................
من : " عاشق من فلسطين "
لا تلمني انها أرضي تبكي
أأطلق الصمت و الأم تألم ؟
انها أمي ولا أعرفها
أيها الأفق الذي حولي تضرم !
أنا حيل ، لست وحدي شاعراً
قد تعاضدنا على أن نتقدم
كل من فينا صمود فائر
و نداء : اننا للجرح بلسم
..................................
من : " أجمل حب "
لماذا نطيل الوقوف .. لماذا سنذهل
أمام المرايا القديمة
فتعكس ما بين آبائنا من فروق سقيمة
أنا لوني القمح .. أنت القرنفل
و انا لمن تربة واحدة
لماذا نفتش عن أغنيات البكاء
بديوان شعر قديم ؟
و نسأل : يا حبنا هل تدوم ؟
أحبك حب القوافل واحة عشب و ماء
وحب الفقير الرغيف
كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة
وجدنا غريبين يوماً
ونبقى رفيقين دوماً
..................................
من : " أوراق الزيتون "
ما جئت أبكي يا رفاق ، أحبتي
ولكن في جنبي حزناً خالداً
جاءت لتحتضن الجراح قصيدتي
جائت تجند الكفاح قصائداً
ولكي يسير النهر ثرا صاخباً
ناديت أدفع للمصب روافداً
..................................
من : " برقية من السجن "
من آخر السجن ، طارت كف أشعاري
تشد أيديكم ريحا .. على نار
أنا هنا ، ووراء السور ، أشجاري
تطوع الجبل المغرور .. أشجاري
مذ جئت أدفع مهر الحرف ، ما ارتفعت
غير النجوم على أسلاك أسواري
أقول للمحكم الأصفاد حول يدي
هذي أساور أشعاري و اصراري
في حجم مجدكم يغلي ، وقيد يدي
في طول عمركم المجدول بالعار
أقول للناس ، للأحباب : نحن هنا
أسرى محبتكم في الموكب الساري
في اليوم ، أكبر عاماً في هوى وطني
فعانقوني عناق الريح للنار ..
..................................
من : " في انتظار العائدين "
أصوات أحبائي تشق الريح تقتحم الحصون
يا أمنا انتظري أمام الباب .. انا عائدون
هذا زمان لا كما يتخيلون ..
ماذا طبخت لنا ؟ فانا عائدون
نهبو خوابي الزيت ، يا أمي ، و أكياس الطحين
هاتوا يقول الحقل ! هاتي العشب !
انا جائعون !
خطوات أحبابي أنف الصخر تحت يد الحديد
وأنا مع الأمطار ساهد
عبثاً أحدق في البعيد
سأظل فوق الصخر .. تحت الصخر .. صامد !
..................................
من : " آخر الليل "
في توابيت أحبائي أغني
لأراجيح أحبائي الصغار
دم جدي عائد لب ، فانتظرني
آخر الليل .. نهار !
..................................
" الى أمي "
أحن .. الى خبز أمي
وقهوة أمي
ولمسة أمي ..
و تكبر في الطفولة
يوماً على صدر أمي
وأعشق عمري لأني
اذا مت
أخجل من دمع أمي !
خذيني ، اذا عدت يوماً
وشاحاً لهديك
وغطي عظامي بعشب
تعمد من طهر كعبك
وشدي وثاقي ..
بخصلة شعر ..
بخيط يلوح في ذيل ثوبك ..
ضعيني ، اذا ما رجعت
وقوداً بتنور نارك
وحبل غسيل على سطح دارك
لأني فقدت الوقوف
بدون صلاة نهارك
هرمت ، فردي نجوم الطفولة
حتى أشارك
صغار العصافير
درب الرجوع ..
لعش انتظارك .. !
..................................
" جواز السفر "
لم يعرفوني في الظلال التي
تمتص لوني في جواز السفر
وكان جرحي عندهم معرضاً
لسائح يعشق جمع الصور
لم يعرفوني ، آه .. لا تتركي
كفي بلا شمس ،
لأن الشجر
يعرفني ..
تعرفني كل أغاني المطر
لا تتركيني شاحباً كالقمر !
***
كل العصافير التي لاحقت
كفي على باب المطار البعيد
كل حقول القمح ،
كل السجون ..
كل القبور البيض
كل الحدود ..
كل المناديل التي لوحت
كل العيون
كانت نعي ، لكنهم
قد أسقطوها من جواز السفر !
***
لا تسألوا الأشجار عن اسمها
لا تسألوا الوديان عن أمها
من جبهتي ينشق سيف الضياء
من يدي ينبع ماء النهر
كل قلوب الناس .. جنسيتي
فلتسقطوا عني جوار السفر !
..................................
" بطاقة هوية "
سجِّل !
أنا عربي
ورقمُ بطاقتي خمسونَ ألفْ
وأطفالي ثمانيةٌ
وتاسعهُم.. سيأتي بعدَ صيفْ!
فهلْ تغضبْ؟
***
سجِّلْ !
أنا عربي
وأعملُ مع رفاقِ الكدحِ في محجرْ
وأطفالي ثمانيةٌ
أسلُّ لهمْ رغيفَ الخبزِ،
والأثوابَ والدفترْ
من الصخرِ
ولا أتوسَّلُ الصدقاتِ من بابِكْ
ولا أصغرْ
أمامَ بلاطِ أعتابكْ
فهل تغضب؟
***
سجل !
أنا عربي
أنا إسمٌ بلا لقبِ
صبورٌ في بلادٍ كلُّ ما فيها
يعيشُ بفورةِ الغضبِ
جذوري...
قبلَ ميلادِ الزمانِ رستْ
وقبلَ تفتّحِ الحقبِ
وقبلَ السّروِ والزيتونِ
.. وقبلَ ترعرعِ العشبِ
أبي.. من أسرةِ المحراثِ
لا من سادةٍ نجبِ
وجدّي كانَ فلاحاً
بلا حسبٍ.. ولا نسبِ!
يعلّمني شموخَ الشمسِ قبلَ قراءةِ الكتبِ
وبيتي كوخُ ناطورٍ
منَ الأعوادِ والقصبِ
فهل ترضيكَ منزلتي؟
أنا إسمٌ بلا لقبِ!
***
سجل !
أنا عربي
ولونُ الشعرِ.. فحميٌّ
ولونُ العينِ.. بنيٌّ
وميزاتي:
على رأسي عقالٌ فوقَ كوفيّه
وكفّي صلبةٌ كالصخرِ
تخمشُ من يلامسَها
وعنواني:
أنا من قريةٍ عزلاءَ منسيّهْ
شوارعُها بلا أسماء
وكلُّ رجالها في الحقلِ والمحجرْ
فهل تغضبْ؟
***
سجِّل !
أنا عربي
سلبتَ كرومَ أجدادي
وأرضاً كنتُ أفلحُها
أنا وجميعُ أولادي
ولم تتركْ لنا.. ولكلِّ أحفادي
سوى هذي الصخورِ..
فهل ستأخذُها
حكومتكمْ.. كما قيلا؟!! إذن!
سجِّل.. برأسِ الصفحةِ الأولى
أنا لا أكرهُ الناسَ
ولا أسطو على أحدٍ
ولكنّي.. إذا ما جعتُ
آكلُ لحمَ مغتصبي
حذارِ.. حذارِ.. من جوعي
ومن غضبي!!
ஐ حبر و ورق ஐ