من الخروف اليوم ؟

السلام عليكم،

أنا -بطبع معظم نساء العرب- لا أكرر كلامي كثيرا،
لكنني في نفس الوقت -وبطبعهن أيضاً- أبرع جدا في تكرار الأخطاء !
ذاك أنه يحصل أن الناس يفهمونني من أول كلمة،
تماما كما يفعل معظم "رجال" العرب مع نسائهم !
و يحصل أيضا أنني لا أتعلم من أول خطأ، كالنساء،
ليس قبل الشرح الفيزيائي على الأقل للنتائج الوخيمة لذلك الخطأ.

أنا حين كنت آمل أن أحصل على بركة الوليّ -شيلاّه يا سيدي أبو الهجّاص-،
شهدتُني أخرج من المولد بلا حمص،
و عطفا على كوني لست من كبار المعجبين بالحمص،
فإن ما يقلقني أنني رضيت به دونا عن البركة، و حين خسرتُ كليهما،
أهمّني أكثر أنه لم يكن المولد الأول و الأخير الذي أخرج منه بذات الهزيمة !

دعوني أطعن بقلمي قلب الموضوع:

العرب -اليوم- ما وراءهم فلحة،
إلا اللهم فيما يتعلق بالكذب على أنفسهم،
أفلا ترونهم حتى حين ثورتهم..
"تظاهروا" !

المتظاهرون يتظاهرون بالغضب،
طيب:
متى "يمارس" العرب الغضب؟
لأن "التظاهر" بالثورة،
يثمر "تظاهرا" بالتغيير المنشود،
و كأنك يابو زيد.. تبطي عظم !

إذا كان الأول في تونس راحت على شبابه غدرا،
أسقط في يدي الرجل و لم يتمكن من محاولة أي شيء،
فيما عدا القمع الاعتيادي، أبو مئتين قتيل في الشهر،
حلاوة روح ليس إلا..

الثاني و الذي كان مستعدا جيدا،
استخدم أسلوبا حداثيا يضرب على وتر المماطلة و المراهنة على الوقت،
تخلله بعض الحماقات من حمقاه المخضرمين،
بما فيها دماء سالت، لأنه غبي بما يكفي لكيلا يحيّد الدماء،
فلما لم يفلح..

عاد الثالث إلى الأسلوب البدائي،
قديمك نديمك يعني،
و طفق يقصف عليهم من ميراث الصين الشعبية و يلتسين و صدام و حافظ الأسد،
حتى استشهد بأحقية فعله لما يفعل تماما كما يحق لإسرائيل أن فعلت بغزة ما فعلت !

لعلّه يحقق لي أمنيتي بأن أرى أحدهم معلقا كتشاوشسكو..

غرب العالم العربي صفعه الاستعمار الفرنسي بالشوكة في اليد اليسار،
فأدار له -الغرب- الخد الأيمن حتى فقدت لهجتهم أي ارتباط جيني باللغة العربية الفصحى،
غير ذلك، كان يمكننا من قبل؛ اتهامهم بالبربرية كلما طرأ "طوارق" !
هذا الغرب ينتهي في ليبيا التي ما كان للاستعمار الايطالي ذات التأثير عليها،
بينما لم نعدم -كلنا- حيلة في إلصاق تهمة بهم حين كفانا زعيمهم الملطوش المؤونة،
مخاطبا شعبه: (أيها الدلوخ أنتم لا تستحقون العيش في ليبيا فهاجروا).
كلامه بتصرف و إلا فأعوذ بالله أن أكرر كلامه حرفيا و أنا الذي أدّعي عقلا !

في التربة الخصبة للفوضى الخلاقة، بلاد العسل و اللبن،
نجد أن التغريب طال ملابس النساء بعيدا عن أي يد ستمسك بالشوكة،
فما عاد فرق بين الكاسيات منهن و العاريات، ذلك أدنى أن لا يعرفن فيؤذين !
في تلك التربة التي اشتهرت بالراقصات و من تشبهن بهن ممن كأن رؤوسهن أسنمة البخت،
نجد الرجال أيضا: ضعاف حيلة بغيرة ضئيلة و جرأة قتيلة و همة عليلة،
حتى كنا نسميهم "الخرفان" !

حسناً، احزروا ماذا ؟!
ثار البو عزيزي، و فار ميدان التحرير، و ولّعت بنغازي !

لم يعد الخرفان خرفانا كما ظننا،
و لم يعد ربيب نعمة آل سعود يقدر أن ينادي العربي -يالمصري- كما كان يفعل من قبل -يالأجنبي-‘
لأن -يالمصري- اليوم لم تعد احتقارا ولا تقليلا من شأن أحد فكلنا يتمنى أن يتخيل كيف كان الوضع في ميدان التحرير،
و لأن التونسي لن يرضى أن يناديه أحد بغير -يالبوعزيزي- من اليوم و طالع،
و لأن الليبي بطبيعة الحال لن يكون في انتظار أن يناديه أحد خارج ليبيا بينما تناديه دماء الستة آلاف الذين سبقوه !

ثار العرب المدخولون و غيّروا حتى من أنفسهم،
فلم يعودوا يكترثون بكم قتيل مضى و متى يكون دورهم في تلقي الرصاصة أو الشظية،
و هم المدخولون الذين تغرّبوا و استُعمروا و أكلت عليهم أثافيّ الأمم و شربت،
بينما الأعراب الأقحاح، ركنوا و أخلدوا إلى الأرض إخلاد توابيت خيامهم إليها !
أو فلنقل أخلدوا رؤوسهم إلى الأرض إخلاد النعام رؤوسها إليها !

فمن مدع للوفاء لطويل العمر الذي لا يرضى له الهوان و الخروج المدوّي من الدوري في أسفل الترتيب،
ارحموا عزيز قوم ذل، و ليتهم ذلوه فرحموه !
هذا المدعي، ترك صبر الجمال و حفظها لرد "اللطش" إلى حين ميسرة،
و خلّف وراءه أنفة الذئاب التي تعوي آخر الليل وحيدة لا ترضى النوم بين النعاج،
و نسي مكر ثعالب الصحراء الذي يحقق لها الرزق بـ"حرية"،
و تمسّك بالوفاء لوليّ نعمته،
كأي كلبٍ آخر في هذا العالم !

إلا أن هناك شيء يدعو للأمل،
قد يتمثل في ودعاني "تظاهر" وحيدا و التف حوله المتفجرون،
حتى إذا سحبه "جيب" المباحث من أذنيه ظلوا ملفوفين كأنهم أمة من السجاير،
و كأن كل قنابل ميادين شارع بورقيبة و التحرير و بنغازي لم تشرّكهم للانفجار،
أي كائنات خاملة هذه !

و قد يتمثل أيضا فيمن يرى بعينه الفساد و يشكوه،
و يلقي باللوم على أصحاب اللحى الذين حذروه من الأغاني و التدخين والتفحيط و إسبال الثياب،
و لم يحذروه من أصحاب المعالي و السمو..
بينما لما أتى أصحاب لحى و حذروه من ذات الأصحاب،
و ياللـ "كوينسدنس"،
حذروه أيضا من الأغاني و التدخين و التفحيط و إسبال الثياب،
بل و ذهبوا بعيدا، فقالوا: بيع الكابرس و حي على الجهاد،
قال: حشا، موب صاحين هذولا أبيع الكابرس؟!
و كأن لسان حاله:
الشعب يريد إصلاح النظام،
الشعب كيف يعيش كيف يعيش بلا كابرس!

قد يقول قائل أن ثورات العرب -الخرفان سابقا- قامت على الجوع،
ولا جوع يهري قلوب أقحاح العرب فلم يثوروا،
فإني تعلّمت من أبي:
أن الحرة تجوع ولا تأكل بثدييها،
و أن البدوي يأكل تمرا و لبنا و لا يشتري وجبة كنتاكي من القاعدة الأمريكية !
و أن ملعقة عزة و كرامة تغني البدوي عن كل وجبات ماكدونالدز !

ذاك حين كان البدوي "ذيب"،
قبل حين أن تحوّل إلى "نعامة" !
ذاك حين كان البدوي يعلّم صغيره كيف يعطي الصقر "سدّاح" فرصة،
قبل حين أن تكون نصيحته الوحيدة للثوار من غيره أن: "إذا شفت المباحث حط رجلك يا ولد" !

أما سوريا،
فلنا معها لقاء آخر

فعلا موضوع رائع عن الثورات العربيه وتصحيح المناداه

لم يعد الخرفان خرفانا كما ظننا،..!!

ولآكن إْلآن بنتضآرٍ لقآء جديد مع سورٍيآ ومع باقي الدول

وما ذكرتي

ذآلك الشيئ الذي استغرب منه هل من احد استطاع ان

يغير نفسه..إْن الله لآ يغير بقوم مآ لم يغيروٍ بآنفسهم وهآ’ هوَ

التغيرٍ الحآصل في البلآد جعل تلك الثوٍرٍات نآجحه ومبآركه

إْشكرٍك علىٍَ هآ‘ذآ العطآء المتوآصل دمتي بوٍد بإنتضآرٍ كل ما هوَ

جديد تقبلي مرٍوٍرٍي

عدد المساهمات : 479 تاريخ التسجيل : 15/04/2011

رائع يسلمووووووووو موضوع ممتاز بانتضار جديدك

تسلمى على الموضوع الرائع
يعطيكى الف عافيـــــــــا

» حدث فى مثل هذا اليوم
» حكمة اليوم ( ارجو التثبيت )
» حبيبتي النمله لن اقتلها بعد اليوم!!
» عجوز رفع يده قبل 38 عاما ولم ينزلها حتى اليوم !
» حبيبتي النحله لن اقتلها بعد اليوم!!