بدت المطربة اللبنانية الكبيرة فيروز في حفلها الأول -بعد غياب استمر عامًا كاملاً عن خشبة المسرح- كالعروس بارتداء فستان أبيض مرصع بالستراس الفضي واللون الذهبي.
وقد حضر شيب وشباب من مختلف التيارات السياسية المتصارعة في لبنان مجمعين على حب "جارة القمر"، وفي ليلة شتاء باردة أطلت عليهم فألهبت قلوبهم بحرارة صوتها وحضورها الآسر، فحبست أنفاس جمهورها بمسرح "بلاتيا" شمال لبنان مساء الجمعة 9 ديسمبر/كانون الأول.
جمعت في أغنياتها الرومانسية والجمال، وعادت بنا إلى الوراء إلى زمن الطفولة والحب والجمال.
بدأ الحفل في التاسعة والنصف بأغنيات؛ أبرزها: (طلع القمر، تعا ولا تجي، على جسر اللوزية، طيري يا طيارة، دوارة عالدوارة، فايق ولا ناسي)، وأغنية ألبومها الأخير "إيه في أمل".
كما شدَّت "جارة القمر" الديو الذي جمعها مع الفنان الراحل "نصري شمس الدين" في مسرحية "سهرة حب"، وحملت آلة "الدف" بيدها فجن الجمهور ووقف يصفق ويصرخ حبًا في هذه الفنانة التي شكلت رمز لبنان والعالم العربي وأحد الأعمدة الفنية الأصيلة.
وختمت بأغنية تقول "ما سهرنا ببيروت منسهر بالشام"، فوقف جمهورها مصفقًا لها بحرارة وحبًا، وبدا أنه الجمهور السوري الذي حضر خصيصًا لمشاهدة الحفل، على الرغم من الظروف العصيبة التي تمر بها سوريا حاليًّا.
كما أدى الكورس المؤلف من ثمانية أشخاص أغاني للأخوين رحباني وزياد رحباني؛ منها: "بدنا الطرقات"، و"على مهلك"، و"عتم يا ليل"، و"مراكبنا ع المينا"، و"شواطينا".
انتهى الحفل بتحية بيدها للجمهور، وما أن غابت حتى بدأ الجمهور بالاحتجاج، وعلا الصراخ طالبًا عودتها إلى المسرح، فلبت الدعوة وعادت لتقول "بكرا برجع بوقف معكن"، وأغنية "جينا لحلال القصص ليحل قصتنا".. فعلا التصفيق ولم يتوقف، فحنت رأسها احترامًا للجمهور المخلص والعاشق لها ولفنها، ورفعت يدها أكثر من مرة تحية منها له.
فجأة وفي هذه اللحظة الساحرة اعتلى معجب من الجمهور المسرح وقبل يدها، ففوجئت السيدة فيروز وسحبت يدها بسرعة.
رافقت فيروز فرقة موسيقية بقيادة "بيرج فازليان"، وعلى البيانو "ميشال فاضل".