منّـة اللـه على البشرية :
لقد شاء - تعالى - ان يمن على البشرية فبعث منها رسولا ليضع عنهم اصرهم والاغلال التي كانت عليهم كما تصرح بذلك الآيات التالية :
{ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الاُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّورَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالاَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ ءَامَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي اُنْزِلَ مَعَهُ اُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * قُلْ يَآ أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماوَاتِ وَالاَرْضِ لآ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ فَاَمِنُوا بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الاُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } . ( الاعراف / 157 - 158) .
وهكذا بعث النبي ( صلى اللـه عليه وآله ) ليرفع هذه الاغلال ، ويحرر البشرية من حب المادة ، ومن جاذبية الأرض ، ولينطلق في آفاق التقدم ، وإذا لم يكن بمقدور الانسان ان يكون مثل النبي في الرقي الاخلاقي والروحي ، فليكن مثل سلمان الذي قال النبي (صلى اللـه عليه وآله ) في حقه عندما اختلف المسلمون بشأنه : " سلمان منا أهل البيت " (1) .