كولون: «الشرق الأوسط»
لا يمكن لمرض جديد يتعلق اسمه بتطور عالم الكومبيوتر والمعلوماتية، الا وان تكون له اعراضه «الكومبيوترية» ايضا. وعلى هذا الأساس فان أعراض «متلازمة العين المكتبية» Office Eye Syndrome هي: التعب الشبكي، احمرار المقلة، الحرقة الالكترونية، ازدواج الصورة، الارتجاف اللاارادي، الصداع الكومبيوتري، اختلاط ألوان الشاشة، وأخيرا حرقة اون ـ لاين.
وعرّف البروفسور هانز جناد، رئيس قسم أمراض العيون في جامعة لينز النمساوية، مرض «متلازمة العين المكتبية» على انه: جفاف العين جراء العمل المكتبي المستمر أمام الكومبيوتر، يصيب الشباب عادة نتيجة لانشداد عيونهم لفترات طويلة أمام شاشة الكومبيوتر. ولاحظ جناد ان ثلثي المرضى الذين يزورون عيادته هذه الأيام يعانون من الأعراض «الالكترونية» المذكورة التي تكشف انتشار متلازمة العين المكتبية.
وتساهم عوامل «الكترونية» اخرى في تفاقم الحالة، منها العمل اليومي مع أجهزة الطباعة، وأجهزة التكييف وجفاف هواء المكاتب، اذ تعمل هذه العوامل مع ظاهرة التطلع المستمر على شاشة الكومبيوتر على ملء أجواء المكاتب بذرات الغبار المشحونة بالالكترونات والتي تهاجم العين بلا هوادة طوال ساعات العمل. ويشير البروفسور جناد الى ان تجربته مع المرض الجديد تثبت ان بعض العقاقير وخصوصا حبوب منع الحمل والأقراص الخافضة لضغط الدم والأدوية المهدئة تزيد من تفاقم الحالة.
* جفاف العين
* ينسى الانسان محيطه عادة، حسب تقدير جناد، وهو ينشد عبر الشاشة الى العمل الكومبيوتري والانترنت، ويؤدي هذا بالنتيجة الى عدم الرمش وبالتالي الى جفاف مسحة الدمع التي تحمي العين عادة. وتتألف مسحة الدمع المذكورة عادة من الماء والزيت والمخاط وتحرص عادة على تركيب بشرة القزحية وطرد الأجسام الغريبة. وثبت من فحص عيون مئات المرضى ان الخلل الأساسي يكمن في فقدان هذه المسحة الهامة من الدمع بسبب انفتاح العين المستمر على شاشة الكومبيوتر.
وتزداد الحالة سوءا لدى الذين يستخدمون العدسات اللاصقة، لأن رطوبة سطح العين هي من أهم عوامل نجاح وتحمل الانسان للعدسات اللاصقة. ومهمة الماء على سطح العين، في هذه الحالة ، هي الحفاظ على العين وايصال الاوكسجين الى سطح القزحية المغطى بالعدسة.
وحذر جناد ايضا من تأثير متلازمة العين المكتبية المضاعف على عيون 4% من النمساويين الذين يعانون من مختلف حالات الحول ( 320 الف شخص ) و 2% من الذين يعانون من ضعف النظر. وتزداد الحالة سوءا حينما تبدأ معاناة الشخص من متلازمة العين المكتبية وهو صغير بفعل العمل المركز على الكومبيوتر، خصوصا اذا عرفنا ان حالات الحول وضعف النظر تتطلب المعالجة المبكرة في مرحلة الطفولة.
ونصح جناد بضرورة تعمد الاكثار من الرمش وفترات الراحة بين ساعات العمل بهدف حماية العين من الجفاف. كما دعا النمساويين للمزاح والضحك لأن المرح والمزاج الجيدين يزيدان حركة رمش العين ويزيدان كمية الدموع في المقلة. وعلى اية حال فان الطبيب لا يجد في نهاية المطاف غير وصف القطرات التي تحتوي على الماء وشيء من الزيت والمطهرات للمرضى بهدف حماية عيونهم من متلازمة العين المكتبية.