شعر للأسرى

شعر للاسرى البواسل

منحتم الأرض ما أحيا بواديها

وفي البحار لكم دانت شواطيها

انتم ذرى المجد والتأريخ يكتبها

صحائف سطرت أبهى معانيها

صمودكم أبهر الدنيا بروعته

وهكذا الخيل تزهو في نواصيها

وقد قدمتم فكان الله رائدكم

وفيلق الحق قد أرسى رواسيها

فلستموا من يكون الكفر آسره

إذ الأباة أبو إلا مواضيها

فغارة الله تعلو فوق هامتهم

وراية الله تحدونا فنفديها

صنعتم المجد فأحتار الزمان بكم

وقد رقيتم الى أعلى روابيها

هيهات ان يلتوي من بعدكم عصب

وقد زرعتم رياض جلّ ساقيها

فكل بدر بكم تضوي جوانحه

وكل نجم بكم للروح ضاويها

يا اشرف الناس في دهر تقاذفه

شم الخطوب وقد فاضت مآسيها

سماؤكم حلة غراء زاهية

راحت تظلل دنيانا وتكسيها

نام البغاة وثوب البؤس يدفنهم

وقد صحوتم على أحلى قوافيها

فمن نمجد لا ندري بكوكبكم

فكلكم نخبة والله هاديها

فلا مديح يداني ريح هيبتكم

ولا مقال سيستقصي نواحيها

وأينما حلت الأقدار في زمن

فسوف تذكركم أعلى نواديها

تبارك الله إذ أرسى دعائمكم

وبث فيكم ربى فاضت نواحيها

هجرتم العيش فاشتاقت جوانحكم



الى الخلود وما تاقت لفانيها

فلا الشدائد تقوى ان تطاولكم

ولا الموالي وما ساقت لقاضيها

فذا علي لسان الحق منطقه

يحكي حقائق أمجاد ويرويها

كأنه فوق ضوء النجم منبره

يطل والكون سمّاع لراعيها

وسيفنا وهو سيف الدين نعرفه

سيف على ثلة الأوغاد داحيها

فكم تباهت به أيامنا فرحا

وكم شهدنا له بالخير ساقيها

وابن الرشيد تخطى كل نازلة

ويحمد الله إذ نادى مناديها

ومن لسلطان إذ جادت مبادئه

وظن ان العدى تهوى مباديها

فراح يبسط للأشرار بردته

وما تخيل ان الجبن حاديها

وطارق العز في الميدان مفخرة

أعطى العتاة دروسا عن غوانيها

إذ استعان بروح الله تدفعه

هداية من كلا الجنبين هاديها

وكلكم غاية لله منبتها

يبقى الزمان على زهو يناجيها

عانيتم المر من أحفاد علقمهم

لكن ساحتكم حلو مراميها

فلا تبالوا فانتم للعلى شرف

وسركم ان خبت روح سيحييها

ان جفت الأرض إيذانا بكارثة

صرتم لها في الوغى سلوى غواديها

خمس عجاف مضت والله يعلمها

زادت عن الكفر في فوضى بلاويها

تجاهلوا الدين والإسلام منبعه

وأمعنوا في الورى ظلما وتشويها

قد غرّهم أنهم دانوا لغاصبهم

وإنهم ربما يوما سيعلوها

وما دروا ان سيف الحق مؤتلق

وظلمة الليل نور الصبح يجلوها

وهكذا الله ان شاءت مشيئته

على البغاة جبال الأرض يطويها

يا فتية البعث يا أعلام امتنا

يا من بعثتم الى الدنيا معانيها

ان كان آسركم يحيا لساعته

نصيبكم يملك الدنيا وما فيها